الجمعة 22 نوفمبر 2024

في قديم الزمان وسالف العصر والأوان عاش في البصرة تاجر توابل إسمه حبيب وكان له دكان صغير في السوق

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

مكانا في المركب وبعد شهر وصلوا البصرة فالتقى حبيب بامه التي فرحت برجوعه وملأ الدكان بما حمله من توابل الهند وراجت تجارته وصارت له ثلاثة دكاكين في السوق وغير داره وسكن في حي راقي لكي لا يراه أحد من أهل حارته الذين عرفوه وقت فقره وصار يتهرب حتى من الشيخ عبد الصمد 
لكن الشيئ الوحيد الذي لم ينساه هي أميمة وفي بعض الأحيان لما يختلي بنفسه يبكي كلما يتذكر ضحكتها العذبة كانت أمه تعرف ما يحس به من ألم وقالت له سأخطب لك فتاة جميلة من معارفي وستنسى تلك الحورية لكن لما حضرت تلك الفتاة لم يجد فيها ما يعجب فهي كبقية البنات لا يهمها سوى ما سيأتيها به من حرير وحلي 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
صار لحبيب كل ما يحلم به قصر في حي الرصافة وعبيد وبستان نخيل وسفينة في ميناء البصرة تجوب البحار من الهند إلى الصين لكنه رغم ذلك فلم يكن يشعر بالسعادة التي كان يجدها في حارته مع جيرانه و في دار أبيه الصغيرة التي تفوح منها رائحة الذكريات و بمرور الوقت بدأ يحن إلى الأيام الجميلة التي أمضاها في الواقواق و سرح بخياله لما كان يصطاد السمك مع بلال الذي يحبه كأخيه أو يسبح مع صديقته أميمة
ولم يكلف نفسه حتى إرسال هدية لإسترضاءها فهي من تعب في جمع الجواهر من البحر لشراء السفينة وتساءل إن كانت هذه هي الحياة التي تمنى أن يعيشها و تذكر أهل الجزيرة الذين يعيشون سعداء ورغم ما عندهم من خيرات فهم لا يأخذون منها إلا حاجتهم ولا يفكرون في الربح وكان يرى الفقراء في أزقة البصرة يأكلون طعامهم ويضحكون فيحسدهم على راحة بالهم وأحد الليالي حلم أن أميمة تجلس على صخرة وسط البحر وتغني بصوت حزين وقد جف جسدها الفضي وتشقق جلدها وتقول 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لم تركتني ورحلت
يا ابن البصرة يا حبيب
لقد حزن قلبي
ولم ينفع فيه علاج
ولا دواء طبيب
سأموت إن لم تراك عيناي
روحي تناديك
فهل للنداء من مجيب
إستيقظ الفتى وتعوذ بالله فلقد كان الحلم حقيقيا لدرجة أنه شم رائحة البحر فبكى بكاءا عظيما وأيقظ أمه وطلب منها أن تعد أمتعتها للرحيل فسألته مندهشة إلى أين يا إبني أجابها إلى جزر الوقواق قالت ومنذ متى أقدر على ركوب البحر ثم ما الذي دهاك لتطلب مني ذلك في وسط الليل !!! أجابها لقد رأيت حلما أفزعني كانت فيه تلك الحورية ټموت قالت وما شأننا بها كان على أبيها أن يفكر قبل أن يرفض زواجك منها !!! رد عليها كفي عن النقاش وأسرعي بإعداد نفسك سنبحر في الساعات الأولى للفجر قالت المرأة وتجارتك لمن ستتركها أجاب سأقفل الدكاكين لحين عودتي هذا إذا عدت !!! همت أمه بالكلام لكنها صمتت فهي تعلم عناد إبنها وإذا وضع شيئا في رأسه فلا أحد يثنيه عن ذلك في الفجر جاء العبيد ونقلوا أكياسا من التمر والزاد وكثيرا من الملابس والهدايا من الذهب والفضة ثم رفع البحارة الأشرعة وبدأت السفينة تتهادى فوق الماء 
عانت أم حبيب كثيرا من دوار البحر وكانت غاضبة منه وطول الوقت وهي رابطة رأسها من الۏجع وكلما رأته وبخته على ضعف تدبيره فبعدما كان من أعيان البصرة ها هو يفسد كل شيئ من أجل حورية وجدها في البحر وليست من جنسه لكنه
كان يجيبها وماذا ينفع المال يا أمي دون سعادة لقد إعتقدت أنه بدراهمي يمكنني شراء كل شيئ لكني كنت مخطئا فلا

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات