رواية انا لها شمس (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم روز امين
بالحياة موثقة بأمر من رب العالمين حتى عثراتنا والألامما هي إلا بداية لطريقا جديدا كتب لنا لنمضي بداخله ونحن أكثر حكمة وأوسع أفقا.
أنا لها شمس
روز أمين
داخل مدينة كفر الشيخ تحديدا بإحدى قراها المتمدنة بحكم قربها من المدينةتجلس تلك السيدة الخمسينية أمام أحد مواقد الغاز لتخبز خبزها بيداها وتلقيه فوق الساج الساخن ليتم عملية خبزه قبل أن يفيق زوجها وابنائها ليتناولوا طعام إفطارهم منه أقبلت عليها زوجة ولدها الأوسط وتدعى نوارةتبلغ من العمر الخامسة والعشرون لتتحدث بتثاؤب
تحدثت السيدة بأنفاس لاهثة نتيجة مجهودها المبذول
خفت ل وجدي يصحى وأقلق نومهده يا
حبة عيني راجع من الجبل وش الفجر هو وعزيز
تنهدت نوارة لتتحدث بإستياء
والله يا ماما ما عارفة أخرت اللي بيعملوه ده إيهاللي إسمه عمرو وابوه دول مبيجيش من وراهم خيرواللي بيعملوه ده غلط ولو اتقفشوا هيروحوا في سين وجيم.
تفي من بقك يا غراب البين إنتجاية من صباحية ربنا تفقرى على ولادي زي البومة
اهتزت بوقفتها لتتحدث بارتباك ظهر بصوتها
والله مااقصد يا ماماأنا بتكلم من خۏفي عليهم
حولت المرأة سريعا وجهها للموقد لتهتف غاضبة بعد أن اشتمت رائحة قوية لحريق الخبز
لتستطرد حانقة
إخفي من خلقتي وانجري على المطبخ حضري الفطار قبل الرجالة ماتصحى ومتنسيش تصحي المعدولة التانية.
حاضر... نطقتها بتوتر قبل أن تنسحب هاربة من بطش تلك التي تتحول لغول عندما يخص الأمر بأولادها أو بالأدق أنجالها الذكور التي تعشقهم وتضحي لاجلهم بالغالي والنفيس فهم أغلى ما لديها وحسب ما تربت أن الذكر لابد أن يحظى بكل الرعاية وجميع الحقوق تلك هي أفكارها السوداء وقناعاتها الخاطئة
صباح الخير يا أم عزيز
صبحك بكل خير يا عزيز... نطقتها منيرة بابتسامة سعيدة لتستكمل حديثها بلهفة واشتهاء
هاطمني عملتوا إيه إمبارح
المهم طمنيني عملتي إيه في الموضوع إياه عمرو مش مبطل زن
أغلقت زرائر الموقد لتقف تلملم ما حولها من فوضى وهي تحدثه بطمأنة
حاضر يا عزيز النهاردة هكلمها وربنا يسهل ودماغها تلين
لازم تلين يا أما وإلا ورحمة الغاليين أكسرلها دماغها الناشفة ولا هيهمني زعل أبويا ولا كلمته...زفر ليستطرد
الواد شاري يا أما يا ريت تعقليها بدل ما أفقد أنا عقلي وأروح أجيبها لك من شعرها
ربنا يسهل يا ابني... نطقتها بعدما حملت بعضا من الخبز داخل سلة وتركت المتبقي مفرودا ليهدأ لتتحرك نحو بهو المنزل لتضع السلة أرضا بجانب منضدة الطعام الأرضية وتتحدث لزوجها الجالس أرضا بجانب تلك المنضدة
صباح الخير يا أبو عزيز
ردد بهدوء دون ان ينظر لها
صباح النور يامنيرة
هتفت تصيح لزوجتي نجليها نسرين زوجة عزيزالبالغة من العمر الثانية والثلاثون عاما وأيضا نوارة زوجةوجدي
هاتوا الاكل وحطوه على الطبلية على ما أصحى أيهم علشان يلحق شغله هو كمان
تحركت وجلس عزيز بجانب والده الذي تحدث باستنكار
مش هتبطل جري إنت وأخوك ورا إبن نصر البنهاوي يا عزيز
استاء عزيز واكفهرت ملامحه ليستكمل الأب بتوجس
بطل الطمع اللي فيك ده وارضى باللي ربنا رزقك بيه
البحر يحب الزيادة يا حاج...نطقها باقتضاب ليجيبه الاخر
ده لما تكون زيادة حلالمش سړقة أثار البلد
قالها بارتياب ليجيبه الاخر بلامبالاة واطمئنان ظهر فوق ملامحه الساكنة
دي مش سړقة دي لقية يا حاج يعني حلال مية في المية وبعدين أنا هخرج مبلغ لله من نصيبي اللي هيطلع لي
رمقه بازدراء
ليتحدث بيقين
الله طيب لا يقبل إلا طيب يا متعلم يا بتاع المدارس
تملل بجلسته لتتحدث منيرة التي انتوت مساندة نجلها والدفاع عنه كما دائما تفعل
مالك بس يا حاجمتروق كدة يا اخويا وادعي لهم بالتساهيل خير ورزق ربنا بعته لهم علشان يوسعوا على عيالهم وعلينا
لتستطرد باستنكار
نقوم إحنا نقول له لاء ونقفل بابنا في