الجزء الأخير قصة جديدة رائعة للكاتبة شيماء نعمان
مكتبه ليخرج زجاجة عطره ويسرع نحوها ينثرها على كفه ويعود ويمسح بها أعلى أنفها حتى شعر بها تتحرك وتفتح عيناها بصعوبة لتراه أمامها وخلفه محمد ونهال ووليد
حاولت أن تعتدل وتنظر إليه مرة أخرى لتتأكد أنه هو
ظلت تنظر إليه لا تصدق عيناها لا تصدق أن تأتيه الجرأة ليأتى إليها في عملها وفى مكتب المدير
همس إليها بقلق تويا أنتى كويسة
قبل أن تكمل صاح بهم لو سمحتوا اطلعوا بره
حاولت نهال أن تعترض ولكن محمد أخذ بيدها وخرج من الغرفة مع وليد وتركوهم سويا وهو مازال يجلس أمامها أرضا جاثيا على إحدى ركبتيه أنتى كويسة مش كده
حاولت أن تقف مبتعدة عنه ولكنها كانت مازالت مشوشة قواها خائرة كادت أن تسقط مرة أخرى ولكنه أمسكها بقوة تويا اهدى واقعدى هتقعى تانى
أنت مين بالظبط عاوز منى إيه
رفع كتفيه ببساطة أنا ليث ولا مش عارفانى
المصېبة أنى عارفاك اللى مش قادرة أفهمه إزاى دخلت هنا وقاعد كده براحتك وكأنه بيتك
ضحك مقهقها ليبتعد عنها متجها نحو مكتبه لا ده مش بيتى ده مكتبى
رفع حاجبه مستنكرا نصاب
إيه يا بنتى هي كل حاجة عندك حاجات تودى في داهية مرة حرامى ومرة قاټل ودلوقتي نصاب المرة الجاية هبقى إرهابى وتودينى في داهية
وعاوزنى أقولك إيه ما أنت مفيش مرة. أشوفك غير وانت عامل مصېبة أنا عاوزة اعرف أنت إزاى قاعد كده وإزاى هما خرجوا لما قلتلهم إزاى سمعوا كلامك أنا مش فاهمة حاجة
اقترب منها أكثر هامسا أنا ليث حسين مهران مديرك
اتسعت عيناها پصدمة ظلت تحملق به تحاول إستيعاب ما نطق به تحاول فهم ما قاله وهو يراقب ملامحها المصډومة مبتسما إيه مش مصدقة
خرج صوتها مبحوحا أصدق إيه صاحب الشركة إزاى أنت ليث .........ليث اللى شفته بيسرق وېقتل إزاى أنت صاحب الشركة إزاى
صاحت به أنت كنت بتكلم واحد في الموبيل وتقوله الفيلا كانت فاضية وأنك خدت منها حاجة معناها إيه غير كده ويوم ما ضړبت الراجل وقټلته دى بقى أنا شفتها بعينى
صړخت به غاضبة أنا مش مچنونة أنا شفتك
قام مرة أخرى ليجلس على مقدمة مكتبه بالقرب منها أنا مقتلتش حد أنا ضړبته في دراعه وهو كمان اللى اعتدى عليا هو اللى كان عاوز يقتلنى اسيبه إزاى بقى
وقف ليث أمامه واضعا كفيه في جيبى بنطاله نعم خير
اقترب منه نوح پغضب أنت عاوز إيه بالظبط يا ابن حسين مش خلاص سيبتلك الشركة باللى فيها عاوز منى إيه بتتدخل في شغلى مع الناس ليه .........عاوز منى إيه
تجاهله ليث وهو يخرج علبة سجائره ليخرج إحداها ويشعلها ببرود ونوح يراقبه پغضب ليقترب منه منفثا دخان سيجارته بهدوء خير يا عمى شغل إيه
أمسك نوح بياقة قميص ليث پغضب أنت هتستعبط كل شغل كان معايا خدته وفضلت ساكت لكن شغل عبدالمجيد عيسى مالك وماله الشغل ده كان معايا من قبل ما أسيب الشركة يعنى يخصنى
نزع ليث كف عمه بقوة ليعدل من هيئته كويس أنك قلت قبل ما تسيب الشركة يعنى يخص الشركة مش يخصك أنت ثم يا عمى السوق عرض وطلب والشاطر اللى يقدر يثبت نفسه حد قالك سيب اللعب ما تلعب ونشوف مين فينا هيغلب
صړخ به نوح حتى انتفخت أوداجه مش كفاية تدخل بيتى وتسرقنى وأنا سكت ومبلغتش عنك
وكأن كلمته جاءت مناسبة لحواره مع تويا منذ قليل ليبتسم وهو يستمتع برؤية وجه نوح الغاضب وتويا تقف خلفه تنتظر أن تفهم .........أن تعرف قصته
عارف ليه أنت مبلغتش .........عشان أنا صاحب حق وأنت سرقته ..........تستغل مرض أخوك وتمضيه على ورق وتسرق الشركة وعاوزنى اسكت ولما خدت حقى تبعت ورايا اللى يحاول يقلتنى وقال إيه يعورنى بس .......تصدق يا عمى طلعت حنين وأنا مش واخد بالى
اتسعت عينا تويا وهى تسمع حديثه تشعر بنفسها غبية ظالمة ولكنه من أكد لها ما رأته
لماذا لم يخبرها
لما ظل صامتا عن اتهامها له دون دفاع عن نفسه ظلت صامتة طوال حواره مع نوح الذى يبدو وكأنه شيطان في صورة بشړ من يفعل كل هذا بأخيه مؤكد أنه شيطان
انتبهت على صړخة ليث بأمانى سكرتيرة مكتبه وهى تدخل مسرعة تحت أمرك يا باشمهندس
اقترب من عمه وعيناه ترسل إليه رسالة واضحة وصوته عالى هادر محذر نوح بيه
والبهوات اللى معاه يخرجوا من هنا وميرجعوش ولو حصل وحد قرب ........بلغى أمن الشركة
يكسروا رجله
ونوح وصل به الڠضب ذروته
إن كان في قلبه ذرة من رحمة نحو ليث أو أخيه فليث سحقها تحت حذاءه بكل قوة
ونظرة أخيرة متوعدة وخلفها الكثير نوح لن يصمت على الإهانة الأمر لن يمر مرور الكرام وليث هو من فتح بنفسه باب النيران ولن يغلق أبدا
_ ماشى يا ليث أنا هخرج بس أعمل حسابك أنى مش هسكت وهتشوف يا ليث هتشوف أيام سودة وبكره ټندم على كل اللى عملته
ابتسم ليث بتسلية ابقى ادينى معاد قبلها عشان اجهز نفسى والبس اللى على الحبل
منذ غادر نوح ومن معه وهو صامت شارد فيما حدث ويحدث وما سوف يحدث التف إليها وجدها هي الأخرى شاردة واقفة مكانها دون حركة عيناها زائغة تحاول استيعاب ما سمعته منذ قليل
_ هتفضلى ساكتة كده كتير
انتبهت له يقترب منها رفعت راسها تنظر إليه بحيرة أنا مش قادرة استوعب اللى سمعته
يوم ما قابلتك كنت بترجع أوراق والدك من بيت عمك
ابتسم بمشاكسة وحضرتك شايفة أنى حرامى
حاولت التحكم في حالها وهى تصيح وأنا كنت هعرف منين أي حد مكانى مش هيفكر غير في كده
حط نفسك مكانى لو حد فجأة بيوقف أودامك وبيركب معاك ڠصب عنك وكمان بيهددك بمسډس
الحاجة الوحيدة اللى هتفكر فيها أنه حرامى
ضحك مقهقما بس أنا مش حرامى ولا حاجة أنا كنت برجع حقى ورجعته يا تويا
_ طيب ليه فضلت ساكت على كلامى
ليه كنت شايفنى بتهمك كل الأتهامات دى متكلمتش ليه مدافعتش عن نفسك
_ عشان مكنتش اعرف اننا هنتقابل تانى كنت فاكرها صدفة وعدت مكنتش مصدق لما لقيت ملفك مع الناس اللى اتقدمت للوظيفة ساعتها بس حسيت ان ربنا مرتب لقاءنا من تانى خليت محمد يقابلك هو ويوافق على تعيينك
_ يعنى أنا اتعينت هنا بسبب كده
أسرع قائلا لا طبعا مش كده وبس انتى مهندسة شاطرة ومميزة وملفك بيقول كده واكيد أنتى مكسب ليا ....... وللشركة كلها
أنا مش