الأحد 17 نوفمبر 2024

رواية عاشق ظالم

انت في الصفحة 35 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


وهى تجد كل تركيزه منصب على شاشة التلفاز وعينيه تتابع مجريات مباراة كرة القدم بشغف واهتمام اثار غيرتها فبعد عدة محاولات منها مشاركته شغفه وحماسه هذا بعدد من الاسئلة اجابها عليها بصبر
حتى سألته وهى ترى عصبيته وهتافه الغاضب على اللاعبين
صالح ..هو ليه انت عاوزهم يشوطوا على الراجل الغلبان ده بس ..طيب مافيه راجل تانى واقف الناحية التانية اهو محدش بيشوط عليه
تجمد جسده وعينيه تكاد تخرج من محجريهما وهو يلتفت اليها ببطء ذاهلا لتسرع قائلة فى محاولة لجذب اهتمامه تسأله وهى ترسم ابتسامة بلهاء على شفتيها اجادت صنعها

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
انا بقول يعنى بدل ما كله واقف هناك والناحية التانية فاضية خالص..
ضغط باسنانه فوق شفتيه رافعا حاجبيه وهو يحاول البحث عن كلمات يجيبها بها لكنها لم تستلم بل اسرعت قائلا بخبث وكلمات ذات مغزى
بس تصدق انهم رجالة تافهة عاملين عقلهم بعقل حتة كورة ورايحين جاين وراها زى العبط
شهقت بفزع مصطنع تتراجع الى الخلف حين وجدته على حين غرى يتحرك من مكانه قافزا تقريبا فوقها حتى جعلها تستلقى بظهرها فوق الاريكة يسألها بهدوء ينذر بالخطړ
تقصدى مين بالعبط بالظبط...
اشارت بأصبعها ناحية شاشة التلفاز وعينيها معلقة به تنظر اليه هامسة بجد مؤكدة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
والله اقصد العيال دى ياسى صالح ..هو فى حد زيك ولا فى عقلك
تطلع اليها للحظات يتأملها محاولا اكتشاف الصدق ام الهزل فى كلماتها قابلتها هى بأبتسامة واسعة وهى ترف بجفونها له بطريقة جعلته يقاوم االابتسام بصعوبة وهو يتراجع عنها ببطء لمعاودة متابعة المباراة مرة اخرى لكن وصل اليه همسها المتعجب بتذمر قائلة
بس ماتعرفش عند ماتشات الكورة... بيسيبك ويروح فين!
هنا وصړخت تنهض من مكانها تحاول الفرار منه حين وجدته يزمجرا ضاغطا فوق اسنانه وهو يحاول الانقضاض عليها تنجح فى ذلك فعلا تتوارى خلف احدى المقاعد مبتسمة باغاظة له وعينيها تلتمع بالانتصار وقد افلحت فى مخطهها لجذب انتباهه وهى تراه ينهض واقفا يتجه ناحيتها وقد غاب عن تفكيره كل شيئ سوى معاقبتها وهو يشير اليها بسبابته للقدوم له قائلا
تعالى هنا يفرح متخلنيش اجرى وراكى فى الشقة والناس اللى تحتنا تسمع
هزت كتفيها له برفض قائلة بعبث وتدلل
لا انا بقى عاوزك تجرى ورايا ولا هى البتاعة اللى بتفرج عليها دى احسن منى
حاول صالح مقاومة بنوبة الضحك المتصاعدة بداخله قبل ان يجلس مرة اخرى مكانه يرسم الالم قائلا بصوت مسكين ضعيف اثار قلقها رغم الشك بداخلها بأنه يقوم بتلاعب بها
كان نفسى والله ..بس اديكى شايفة رجلى وجعانى ومش قادر منها
اعقب حديثه يدلك قدمه ووجهه يتجعد الما وهو يتأوه بصورة جعلت فرح تتخلى عن حذرها تعقد حاحبيها قلقا وقد انطلت عليها حيلته تخرج من وراء المقعد مقتربة منه وهى تسأله بقلق وخوف
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ايه حصل !مانت كنت كويس اتخبط فيها ولا ايه ..انا هروح اجبلك المسكن بسرعة واجى
هرعت بأتجاه الغرفة لكنها وعند مرورها من جواره جذب معصمها يسقطها عليه يجالسها فوق ركبتيه وهو يحطيها بذراعيه بقوة غير مبالى بمحاولتها الفكاك منه يفح بغيظ متوعدا لها
بقى انا يتقالى عقلك بيروح منك .. انا بقى هعرفك عقلى لما بيروح بعمل ايه بجد 
سكنت بين ذراعيه ترفع اناملها لوجنته تتلمسها برقة قائلة وهى تهز كتفها له بتدلل
طب اعملك ايه مانت قاعد جنبى والبتاعة دى وخداك منى يرضيك كده
لا فى دى عندك حق مينفعش اى حاجة تاخدنى منك ابدا ...علشان كده ...
مد يده بجهاز التحكم يغلق التلفاز تماما ثم يلتفت اليها غامز بعينه لها يسألها
مفيش كورة خلاص ..ها هنعمل ايه بقى دلوقت
دفعته فى صدره تنهض سريعا عن ساقه ضاحكة وهى تهتف بمرح طفولى
تقوم بقى زى الشاطر وتجرى ورايا انا ...مانا مش هتنازل عن كده النهاردة
صالح بذهول وڠضب مصطنع
بقى كده والله عال اووى...بتضحكى عليا يابت انتى
تخصرت واضعة يدها فى خصرها تسأله
هى مين اللى بت يا سى صالح .. ولا انت عاوز تقلبها خناقة علشان تهرب
نهض صالح ببطء وجسده متحفز يضيق عينيه عليها مما جعلها تشعر بالقلق بأنها تجاوزت حدودها معه لكنها تنفست براحة وهى تراه يقترب منها قائلا بنبرة مھددة بخبث مرح
دلوقت نشوف مين اللى هيهرب من التانى ..بس عارفة لو ايدى مسكتك ...
قطع كلماته ينقض عليها فجأة مما
جعلها تصرخ وهى تسرع هاربة منه تجرى فى ارجاء الشقة وهو خلفها تتعال اصوات صراختهم واقدامهم المسرعة للحظات طوال قبل ان تقف فجأة تحاول التقاط الانفاس وهى ترفع يدها بعلامة الاستسلام قائلة بصوت لاهث
خااالص انا مستسلمة ومش لاعبة تانى
صالح وهو يقترب منها بكامل لياقته وعينيه تلتمع بالنصر قبل ان ينحنى عليها يحملها فوق كتفه غير مبالى بمقاومتها وصرخاتها الرافضة وهى تطوح قدميها فى الهواء وقد تدلت رأسها على ظهره ليهتف بها صالح بحزم وهو يثبتها
لا مفيناش من كده .. انا اللى كسبت من حقى بقى اخد الجايزة بتاعى
رفعت راسها تسأله بمرح
وايه هى بقى جايزتك دى ان شاء الله
لم يجيبها بل اسرع يحملها وبخطوات سريعة اتجه ناحية غرفة النوم يفتحها ويدلف بها الى الداخل يلقى بها سريعا فوق الفراش ثم يتبعها هو الاخر وقد احاطها بذراعيه هامسا ببطء ونظراته تلتمع بالشوق والشغف قائلا
انتى يا فرحة قلبى ...وهو فى اغلى ولا احلى منك جايزة يا حتة الشكولاتة بتاعتى
غمرتها السعادة ويستجيب قلبها للفظ التحبيب منه باقصى درجات تقطع الصمت السائد بين الحين والاخر حتى دوى صوت الغاضب يناديها
لقتيه يا سماح ولا لسه
اړتعبت ملامحها وهتضرب فوق وجنتها خوفا قبل ان تتحرك لمكتبه بخطوات مهزوزة تقف على بابه تهز رأسها بالنفى هامسة
لا يا استاذ عادل مش موجود ..مع انى والله كنت حطاه جوا ملف القضية
نهض عادل عن مكتبه ېصرخ بها بحدة وڠضب
يعنى ايه ..ازى ورقة زى

________________________________________
دى تختفى من المكتب وانتى موجودة ..دى مصالح ومصاير ناس مش بنلعب هنا يا انسة
اسرعت تحاول الدفاع عن نفسها قائلة برجاء وصوت باكى
والله يا استاذ عادل مش عارفة ده حصل ازى ..انا كنت...
قاطعها صارخا وقد احتقن وجهه من شدة الڠضب
كنتى ايه بس ..ده توكيل للقضية بتاعت بكرة .. ازى يضيع منك
انكمشت على نفسها خوفا فلاول مرة تقف فى هذا الموقف لاتجد ما تقوله دفاعا عن نفسها ولا عن اهمالها وخطأها الفادح هذا تقف امامه تبكى بصوت خاڤت ليزفر عادل بقوة يجلس مكانه مرة اخرى قائلا بضيق وهو يشير لها
اتفضلى يا سماح روحى مكتبك ..وياريت تدورى تانى يمكن جه فى ملف قضية تانية بالغلط
هزت له رأسها بالايجاب قبل ان تنطلق الى مكتبها تجلس عليها بأعياء ووجهها شديد الشحوب تضغط بيديها فوق جبينها بقوة تحاول تذكر اين يمكن ان تكون قد اختفت تلك الورقة تمرر شريط يوم امس امامها تحاول وضع يدها على النقطة المفقودة حتى اتسعت عينيها بشدة ترفع رأسها ببطء وقد وجدتها وعلمت اين اختفت ..وايضا من المسئول عن هذا
همت بفتح حقيبتها لاخراج هاتفها لكنها تراجعت تنهض سريعا حين خرج عادل من مكتبه يقف امامها وعينيه بنظراتها الاسفة تمر فوق ملامحها بأنفها الاحمر وعينيها المنتفخة يجلى صوته قبل ان يتحدث
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 75 صفحات