الأحد 24 نوفمبر 2024

هذه علامات إذا رأيتها فى يومك تأكد أن الله راضى عنك ويحبك

موقع أيام نيوز

ما هي علامات حب الله للعبد ؟ وكيف يكون العبد على يقين تام بأن الله جل وعلا يحبه وعلى رضا تام لهذا العبد ؟.
لقد سألت عن عظيم وأمرٍ جسيم لا يبلغه إلا القلائل من عباد الله الصالحين

فمحبة الله هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون وإليها شخص العاملون إلى عَلَمها شمر السابقون وعليها تفانى المحبون وبِرَوحِ نسيمها تروَّح العابدون فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون

وهي الحياة التي من حُرِمها فهو من جملة الأموات والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه الأسقام واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام

وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى خَلَت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه 

فاللهـــــم اجعلنا من أحبابــــــك

ومحبة الله لها علامات وأسباب كالمفتاح للباب ومن تلك الأسباب

1 – اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال تعالى في كتابه الكريم { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم }.

2 – 5 – الذل للمؤمنين، والعزة على الكافرين، والجهاد في سبيل الله، وعدم الخۏف إلا منه سبحانه.

وقد ذكر الله تعالى هذه الصفات في آية واحدة، قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا ېخافون لومة لائم }.

ففي هذه الآية ذكر الله تعالى صفات القوم الذين يحبهم، وكانت أولى هذه الصفات: التواضع وعدم التكبر على المسلمين، وأنهم أعزة على الكافرين: فلا يذل لهم ولا يخضع، وأنهم يجاهدون في سبيل الله: جهاد الشيطان، والكفار، والمنافقين والفساق، وجهاد النفس، وأنهم لا ېخافون لومة لائم: فإذا ما قام باتباع أوامر دينه فلا يهمه بعدها من يسخر منه أو يلومه.

6 – القيام بالنوافل: قال الله عز وجل  في الحديث القدسي :  وما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه ، ومن النوافل: نوافل الصلاة والصدقات والعمرة والصيام.

8 – 12 – الحبّ، والتزاور، والتباذل، والتناصح في الله.

وقد جاءت هذه الصفات في حديث واحد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: ” حقَّت محبتي للمتحابين فيَّ، 

 وحتى محبتي للمتزاورين فيَّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ . رواه أحمد ( 4 / 386 ) و( 5 / 236 ) و” التناصح ” عند ابن حبان ( 3 / 338 ) وصحح الحديثين الشيخ الألباني في ” صحيح الترغيب والترهيب ” ( 3019 و3020 و3021 ).

ومعنى ” َالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ” أي أَنْ يَكُونَ زِيَارَةُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ مِنْ أَجْلِهِ وَفِي ذَاتِهِ وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ مِنْ مَحَبَّةٍ لِوَجْهِهِ أَوْ تَعَاوُنٍ عَلَى طَاعَتِهِ.

وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ” وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ ” أي يَبْذُلُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي مَرْضَاتِهِ مِنْ الِاتِّفَاقِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أُمِرُوا بِهِ.” انتهى من المنتقى شرح الموطأ حديث 1779

 _ _ _

13- الابتلاء، فالمصائب والبلاء امتحانٌ للعبد، وهي علامة على حب الله له ؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان مُرًّا إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب – ولله المثل الأعلى – ففي الحديث الصحيح: ” إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ” رواه الترمذي ( 2396 ) وابن ماجه ( 4031 )، وصححه الشيخ الألباني.

ونزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاپ في الآخرة، كيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقۏبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشړ أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة ” رواه الترمذي ( 2396 )، وصححه الشيخ الألباني.

وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة.

فاللـــهم اجعلنا من أحبابـــــك

فإذا أحبك الله فلا تسل عن الخير الذي سيصيبك.. والفضل الذي سينالك.. فيكفي أن تعلم بأنك ” حبيب الله ”.. فمن الثمرات العظيمة لمحبة الله لعبده ما يلي:

أولًا: حبُّ الناسِ له والقبول في الأرض، كما في حديث البخاري (3209): ” إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانًا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض ”.

ثانيًا: ما ذكره الله سبحانه في الحديث القدسي من فضائل عظيمة تلحق أحبابه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ” رواه البخاري 6502

فقد اشتمل هذا الحديث القدسي على عدة فوائد لمحبة الله لعبده:

1- ” كنت سمعه الذي يسمع به ” أي أنه لا يسمع إلا ما يُحبه الله

2- ” وبصره الذي يبصر به ” فلا يرى إلا ما يُحبه الله

3- ” ويده التي يبطش بها ” فلا يعمل بيده إلا ما يرضاه الله

4- ” ورجله التي يمشي بها ” فلا يذهب إلا إلى ما يحبه الله

5- ” وإن سألني لأعطينه ” فدعاءه مسموع وسؤاله مجاب

6- ” وإن استعاذني لأعيذنه ” فهو محفوظٌ بحفظ الله له من كل سوء

نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته

والله أعلم.

اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم